بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
الميزان في تفسير
القرآن
للعلامة السيد محمد
حسين الطباطبائي
التفسير الموضوعي
سيرة العلامة الطباطبائي
لعدة كتاب ومن مواقع مختلفة
سيرة العلامة
الطباطبائي كما هي في مقدمة كتاب : الشيعة في الإسلام :
ولد المؤلف العلّامة :
السيد محمد حسين الطباطبائي في بيت علم و فضل، في بيت له تاريخ طويل في خدمة
شريعة الإسلام، و منهج الرسول و أهل بيته، إذ أن أربعة عشر من أجداد المؤلف كانوا
من العلماء البارزين في مدينة تبريز الإيرانية.
ولد سنة 1321 للهجرة : فتابع دراسته الأوليّة هناك،
ثم رحل إلى النجف الأشرف سنة 1344 ه، و
مكث هناك، مدة لا تقل عن عشر سنوات، اكتسب خلالها مختلف العلوم الإسلامية،
فدرس الفقه و الأصول، و الفلسفة و الرياضيات و الأخلاق، ثم
رجع إلى موطنه سنة 1354 ه.
لم يكتف بدراسة الفقه و الأصول بشكلها المبسّط، و إنما تعمّق
الشيعة في الإسلام ص11
في دراسة هذين العلمين، و تناول دراسة علم النحو و الصرف أيضا، و دراسة
الأدب العربي، و تطرّق إلى دراسة علم الرياضيات القديم ك «أصول» أقليدس و «المجسطي»
لبطليموس، و الفلسفة و علم الكلام و العرفان و التفسير أيضا.
ذاعت شهرته في إيران : بعد أن هاجر من مسقط رأسه إلى
مدينة قم، إثر الحوادث السياسية للحرب العالمية الثانية، فأقام فيها سنة 1365 ه، و
شرع بتدريس التفسير و الحكمة و المعارف الإسلامية، و لم يتوان في البحث مع
المخالفين، فأرشد العديد منهم إلى طريق الحقّ و الصواب.
كان لمحاضراته في الحوزة العلمية: أثر بليغ في
طلابها، بل شملت المثقفين أيضا. فكانت لقاءاته مع الأستاذ «هنري كربن» مستمرة في كل
خريف، يحضرها جمع من الفضلاء و العلماء، تطرح فيها المسائل الدينية و الفلسفية،
فكانت لها نتائجها المثمرة.
و من الجدير بالذكر : أنّ تلك اللقاءات و المباحثات
لم يكن لها نظير في العالم الإسلامي، منذ القرون الوسطى حين كان التلاقح الفكري بين
المسلمين و المسيحيين.
أحيى العلّامة الطباطبائي : العلوم العقلية و تفسير
القرآن، فاهتمّ بتدريس الحكمة، و شرع بتدريس كتاب «الشفاء» و «الأسفار».
كان يمتاز بدماثة الخلق، فكان عاملا رئيسيا في جذب الطلاب إلى محاضراته القيّمة، إذ
كان يحضرها المئات، فنال الكثير منهم درجة الاجتهاد في الحكمة، و أصبحوا أساتذة
قادرين على تدريسها.
الشيعة في الإسلام ص12
كان العلّامة يحرص على الأخلاق و تزكية النفس
: فضلا عن اهتمامه بالحكمة و العرفان، و يمكن القول بأنه أسّس مدرسة جديدة في
التربية و علم الأخلاق، فقدم للمجتمع نماذج تتصف بأخلاق إسلامية عالية، و كان يؤكد
كثيرا على ضرورة تلازم التعاليم الإسلامية مع التربية المدرسية، و يعتبرها من
المسائل الأساسية في المعارف الإسلامية، إلا أنه من المؤسف لم يراع هذا الأمر في
المدارس الحديثة ببلاد المسلمين.
مؤلفاته:
(1) تفسير الميزان في (20) جزءا باللغة العربية، و ترجم إلى الفارسية و
الإنكليزية.
(2) مبادىء الفلسفة و طريقة المثالية، مع شرح و هوامش للعلامة الفيلسوف الشهيد
مرتضى مطهري.
(3) شرح الأسفار لصدر الدين الشيرازي، في ستة مجلدات.
(4) حوار مع الأستاذ «هنري كربن» في مجلدين.
(5) رسالة في الحكومة الإسلامية، طبعت بالعربية و الفارسية و الألمانية.
(6) حاشية الكفاية.
(7) رسالة في القوة و الفعل.
(8) رسالة في إثبات الذات.
(9) رسالة في الصفات.
(10) رسالة في الأفعال.
الشيعة في الإسلام ص13
(11) رسالة في الوسائط.
(12) الإنسان قبل الدنيا.
(13) الإنسان في الدنيا.
(14) الإنسان بعد الدنيا.
(15) رسالة في النبوة.
(16) رسالة في الولاية.
(17) رسالة في المشتقات.
(18) رسالة في البرهان.
(19) رسالة في المغالطة.
(20) رسالة في التحليل.
(21) رسالة في التركيب.
(22) رسالة في الاعتبارات.
(23) رسالة في النبوة و المنامات.
(24) منظومة في رسم خط النستعليق.
(25) علي و الفلسفة الإلهية.
(26) القرآن في الإسلام.
(27) الشيعة في الإسلام. (هذا الكتاب).
هذا فضلا : عن المقالات
المتعددة التي كانت تنشر في المجلات العلمية آنذاك.
لعلّ من أهم آثار العلّامة و مؤلفاته كتابه «الميزان في تفسير القرآن» و
يعتبر من التفاسير القيّمة لهذا العصر، فقد خدم هذا التفسير المجتمع الإسلامي، كما
خدمت التفاسير القيّمة القديمة المسلمين، بتناسبها و تلازمها مع العلوم و الفلسفة
حينئذ، لفهم معاني القرآن في العصور السالفة.
الشيعة في الإسلام ص14
لقد اتخذ العلّامة نهجا خاصا في تفسيره هذا،
إذ يبتني على نصّ الحديث، و هو تفسير القرآن بالقرآن.
لقد قضى العلّامة عمرا في خدمة الدين الحنيف، و
المجتمع الإسلامي، فكانو لا يزال منارا لروّاد الفضيلة و العلم، فقد أنار الطريق
للعديد ممن قرأوا مصنفاته، و حضروا مجلسه، فمنحهم روحا علميّة خالصة و اتجاها فكريا
سليما، قدس الله سره الشريف و حشره مع آبائه و أجداده محمد و آله و نفع المسلمين
بآثاره و علومه.
جعفر بهاء الدين
آية اللّه العلامة السيد محمد حسين الطباطبائي قدس سره
|
سيرة العلامة (قدس) عن لسان السيد خسروشاهي أحد طلابه
نقلاً عن صحيفة كيهان
ويوجد ضريح ومزار للإمام حسن الأنوار في
القاهرة وهو من أحفاد الإمام المجتبى «ع» والذي التجأ إلى مصر
بعد تعرض أهل البيت الى القمع من قبل الأمويين والعباسيين شأنه في
ذلك شأن الكثيرين من أهل البيت. أما التصوف فهو واحد من اهم الفروع التي
يحبها المصريون فهناك ۶۷ الى ۷۰ طريقة صوفية، وبغض النظر عن بعض
الذين يستغلون الاسم والمكانة، فان اغلبهم من اهل الذكر والمعنوية.
|
ذكرى تكريم السيد محمد حسين الطباطبائي
المصدر : إذاعة الجمهورية اللإسلامية
في ايران ذكرى تكريم السيد محمد حسين الطباطبائي
الموقع المصدر : طريق جاويد
http://tarigh.ir/ar/Print/159
بمناسبة يوم تكريم العلامة اية الله السيد محمد حسين الطباطبائي |
داوود |
جياته الكريمة : أبصر السيد محمد حسين الطباطبائي النور في أخر يوم من شهر ذي الحجة من العام 1321 ه.ق في قرية شاداباد التابعة لمدينة تبريز الإيرانية ولكنه في سنوات طفولته عندما كان في الخامسة من عمره فقد والدته ومن ثم فقد والده وهو في التاسعة من عمره . فتكفله مع اخيه محمد حسن شخصاً كان وصياً عليهما من قبل والدهما . تصادف الذكرى السنوية لرحيل العلامة الطباطبائي في شهر ابان , العالم الفيلسوف والمفسر الكبير للقرآن الكريم، الرجل الذي رحل عنا في العام 1360 ه.ش عن عمر يناهز 81 عاماً قضاها في الجهاد وكسب العلم وإعداد الطلاب البارزين . يعود العلامة الطباطبائي في نسبه من ناحية والده الى أولاد الإمام الحسن المجتبى واولاد ابراهيم بن اسماعيل ديباج ومن ناحية الأم إلى أولاد الامام الحسن عليه السلام . توجه الى المكتب وهناك بالإضافة الى تعلم القرآن الكريم تعلم كتب كلستان، بوستان ومثنوي وتعلم فن الخط تحت اشراف الخطاط الميرزاعلي نقي ، ومن ثم ذهب الى مدرسة الطالبية في تبريز من اجل متابعة الدراسة ونعلم التعاليم اللازمة حول الادب العربي، الفقه والعلوم الاسلامية. العناية الإلهية لقد كتب العلامة الطباطبائي حول مرحلة دراسنه ما يلي: في بدايات الدراسة حيث كنت منهمكاً بتعلم الصرف والنحو لم يكن لدي رغبة كبيرة في تعلم الدراسة ولهذا كنت لا افهم كل ما اقرأه وأمضيت اربع سنوات على هذا النحو، من بعدها وفجأة احاطت بي العناية الالهية وغيرتني وشعرت بنوع من الرغبة واللهفة تجاه تحصيل الكمال بحيث انني ومنذ ذلك اليوم وحتى انتهاء ايام الدراسة التي استمرت حوالي 17 عاماً لم اشعر بالتعب والكلل قط تجاه التعلم والتفكر ونسيت مر العالم وحلوه وكنت ارى مرارة الأحداث وحلوها امام عيني وتركت معاشرة غير اهل العلم بشكل كامل واقتنعت في طعامي ونومي وكافة لوازم الحياة بالحد الادنى الضروري منها وكنت امضي بقية الوقت في المطالعة . كثيراً ما كنت استمر في المطالعة حتى طلوع الشمس خاصة في فصلي الربيع والصيف وكنت دائماً اطالع درس الغد قبل الوقت بليلة واذا كان هناك بعض الاشكالات التي تحدث كنت اعمل على حلها رغم جميع الصعوبات وعندما كنت احضر في الصف كنت افهم مسبقاً ما يقوله الاستاذ ولم اكن اعرض على الاستاذ اي اشكال في الدرس ابداً . توجه في العام 1304 ه.ش برفقة شقيقه إلى النجف الاشرف وتتلمذ عند الأساتذة البارزين أمثال المرحوم آية الله نائيني والمرحوم آية الله أصفهاني والمرحوم السيد حسن باد كوبه اي واية الله السيد علي اغا قاضي طباطبائي في الفقه والأصول والفلسفة والمعارف الإلهية والسير والسلوك ومجاهدة النفس بحيث انه نال إجازة الاجتهاد في الفترة التي كان يدرس فيها في النجف الاشرف وهو في الثلاثة والثلاثين من عمره على يد اية الله نائيني . بعد ذلك وبسبب ضيق العيش وعدم وصول المبالغ التي كان من المقرر ان تصل اليه من أملاكه الزراعية في تبريز اضطر إلى العودة إلى إيران وقام بالعمل في الزراعة في قرية شاد اباد لمدة عشر سنوات . عندما ذهب إلى النجف الاشرف طلب المعونة من أمير المؤمنين الإمام علي عليه السلام، حضر عنده السيد على اغا القاضي وقال له: لقد عرضت وضعك على الإمام علي وقام الإمام بإرسالي إليك، من الآن وصاعداً سيكون لدينا جلستين معاً في الأسبوع ، زد إخلاصك واقرأ الدرس لله وحافظ على لسانك أكثر . يقول العلامة الطباطبائي في هذا الشأن في العام 1314 وعلى اثر اختلال الوضع المعيشي اضطربت الى العودة الى مسقط رأسي في تبريز وبقيت هناك عشر سنوات ونيف حيث علي ان اعتبر تلك المرحلة في الحقيقة مرحلة خسران نفسي لأنه على اثر الابتلاء الضروري في امور الزراعة كنت قد توقفت عن التدريس والتفكر العلمي باستثناء مقدار قليل جداً وكنت اقضي اوقاتي بعذاب داخلي . يقول نجله السيد عبد الباقي الطباطبائي حول تلك المرحلة من حياته ايضاً " اذكر جيداً ان والدي المرحوم كان دائماً يقوم بالنشاط في جميع ايام السنة وكان يعتبر عمله في فصل الشتاء وأثناء تساقط الأمطار والثلوج الموسمية بينما يحمل المظلة او يرتدي المعطف امراً عادياً بالنسبة لديه، خلال عشرة سنوات من عودة العلامة من النجف الاشرف إلى قرية شاد اباد ونتيجة جهوده المستمرة تم إصلاح قنوات الري والبساتين المهملة وإصلاح تربتها والأشجار فيها وفي نفس الوقت تم إيجاد عدداً من البساتين الجديدة وتم بناء مبنى صيفي داخل القرية من اجل إسكان الأسرة خلال الصيف كما تم بناء حمام على الطريقة العصرية في الطابق السفلي للمنزل . التوجه نحو مدينة قم المقدسة في العام 1325 ه.ش هاجر الى مدينة قم وسكن في غرفة مستأجرة في زقاق يخشال قاضي وبقي مقيماً هناك حتى أواخر أيام حياته . منذ دخوله الى قم عرف العلامة الطباطبائي بالقاضي لأنه كان من سلالة السادة الطباطبائيين وكان يفضل بأن يعرف بالطباطبائي .أن إحدى المميزات وخصائص شخصية العلامة الطباطبائي هي انه كان يتمتع باستقلال فكري وروحية واقعية حيث كان دائماً يقدم الحقيقة على العوامل الأخرى وكان ينظر إلى أقوال الكبار بنظرة انتقاديه ولم يكن يضحي لا بالحقيقة ولا بالواقع امام عظمة الأستاذ او العلماء الآخرين وبالطبع ان انتقاده تجاه الآخرين لم يكن من اجل التحقير والاهانة لهم بل كان يقوم بذلك مع التعظيم والاحترام والتقدير لأفكارهم . لذلك كان يحترم افكار الحكماء والعرفاء السابقين وعندما كان يطرح في مجلسه كلام عن اقامة البرهان على أصول المعارف القرآنية كان يقول "لقد علمنا إياها الملا صدرا" تلامذة الأستاذ، المثقفين المعاصرين الشهيد اية الله الدكتور محمد مفتح، اية الله محمد محمدي كيلاني، السيد محمد حسيني بهشتي، السيد جلال الدين اشتياني، السيد محمد حسين حسيني طهراني، غلامحسين ابراهيمي ديناني، ابراهيم اميني، عبدالله جواد املي، حسن حسن زادة املي، علي ميانجي، محمد جواد باهنر، عباس ايزدي، مرتضى مطهري، السيد عبد الكريم موسوي اردبيلي , محمد تقي مصباح يزدي، الإمام موسى الصدر، ناصر مكارم الشيرازي، حسن نوري همداني، حسين نوري همداني والدكتور السيد يحيي يثربي وهؤلاء بعضاً من المفكرين والمثقفين الذين كانوا تلامذة عند اية الله العلامة الطباطبائي حيث نهلوا من معين العلم والمعرفة عند الأستاذ . القليل الذي لا يعرف تفسير الميزان الشريف، هذه النسخة الشافية للروح والجسد ولم يلتفت الى المقام العلمي والمعنوي للعلامة من خلال قرائته . في الحقيقة ان السيد محمدحسين الطباطبائي هو واحداً من العلماء المعاصرين لقرننا بحيث انه كلما مضى من الزمن تبرز درجته العلمية والمعنوية اكثر، ولغاية اليوم جلسات حواره مع البروفسير هنري كاربون التي شارك فيها الدكتور حسين نصر وكثيرون اخرون او الجلسات التي كانت تقام في طهران والتي كان يشارك فيها من أمثال داريوش شايكان لن تنمحي من ذاكرة تلامذة العلامة ، والكثير من اثاره اللامعة مثل الشيعة في الاسلام، القرآن في الإسلام، الوحي او الشعور المشكوك به، الإسلام والإنسان المعاصر، الحكومة في الإسلام، سنن النبي، أصول الفلسفة، وأسلوب الواقعيين، بداية الحكمة، نهاية الحكمة ، علي والفلسفة الالهية، خلاصة التعاليم الإسلامية، رسالة في الحكومة الإسلامية كلها تعتبر من المصادر العلمية للطلاب والجامعيين. تأسيس أسلوب جديد من التفسير، نشر فكر فلسفي وتعقلي لدى الكثيرين من الفضلاء والعلماء، بذل الجهد في تفهيم المسائل الفلسفية وجعل الكثير من المسائل المعقدة أمرا ملموساً، بذل الجهد في نشر اثار أهل البيت عليهم السلام والدعوة الجدية إلى المطالعة ودراسة الآثار والأحاديث التي بقيت ذكرى لهم ، الجمع بين المفاهيم القرآنية وبين ما جاء على أسرة الرسالة، ترويج الفكر الشيعي خارج العالم الإسلامي عبر المراسلات والمقابلات ، حل الكثير من الإخبار المعقدة والصعبة عبر وضع الحواشي والتعليقات عليها، إشاعة طريق السير والسلوك بين الافراد الذين يملكون القابلية بشكل يتاطبق 100% مع الأصول الإسلامية ،تربية وتعليم الشخصيات العلمية والفكرية حيث ان الكثير منهم من بين الأساتذة وأصحاب الفكر والتأليف ولديهم مؤلفات قيمة مطبوعة وغير مطبوعة يمكن اعتبارها نتاج خدمات أية الله العلامة طباطبائي. الامام الخميني(قدس سره):مجاورتكم فرصة ثمينة لنا. يقول الامام الخميني عن العلامة الطباطبائي: السيد الطباطبائي رجل كبير والحفاظ عليه مع هذا المقام العلمي أمرا ضرورياً وكذلك قال عنه في بدايات الثورة مخاطباً إياه : إن مجاورتكم هي فرصة ثمينة لنا. يقول الأستاذ مطهري أيضا حول تفسير الميزان: كتاب تفسير الميزان هو من أفضل التفاسير التي كتبت للقرآن الكريم ، انا استطيع ان اقول بأنه افضل تفسير كتب لغاية اليوم عند السنة والشيعة منذ صدر الإسلام . من ابعاد التبحر الاستثنائي للعلامة عنايته واهتمامه الخاص بالتفسير, إرشاد واحياناً نقد ودراسة بعضاً من الأحاديث، وكان يعتبر أن تهذيب الكتب وفنون الحديث من خلال نظرة علمائية وبحوثية أمرا غير قابل للإنكار وقام بإبداء رأيه في أعماله الغنية استناداً الى المقاييس الاصولية بالنسبة إلى الروايات ، وفي تفسير الميزان قام بالتدقيق ودراسة حوالي 100 جزء من كتب الحديث ونقل عنها الأحاديث . لن اعود مرة ثانية يروي نجل العلامة عبد الباقي الطباطبائي انه في أواخر أيام العلامة سأله احد الأشخاص : في أي مقام أنت ؟ أجابه : مقامي التكلم . ثم يعود فيسأله: مع من ؟ يجيبه: مع الحق. في أخر مرة ساءت أحواله وكان قد توجه إلى المستشفى قال لزوجته : (انأ لن اعود مرة ثانية) بقي على رحيل العلامة سبعة أو ثمانية أيام لم يجيب خلالها على احد ولم يتكلم مع احد بل فقط كان يتمتم على شفاهه لا اله إلا الله . أوضاع هذا العارف الحكيم قد انقلبت في أواخر عمره الثمين ومراقبته كانت شديدة جداً وكان يقرأ البيت التالي لحافظ ومن ثم يبكي بعده لمدة ساعة: " رحلت القافلة وأنت نائم والصحراء أمامك ، متى ترحل؟ من اين ستستدل على الطريق؟ ماذا تفعل؟ اذا كنت ؟ " المرحوم اية الله كشميري كان قد قال : " كنت قد رأيت في منامي ليلة رحيل العلامة الطباطبائي إن الإمام الرضا عليه السلام قد توفي ويقومون بتشيع جنازته وفي الصباح فسرت منامي بأن احد الكبار قد رحل عن الدنيا وبعد ذلك جاؤوا بالخبر أن آية الله الطباطبائي قد توفي" لم يستقبل العلامة الطباطبائي في الأيام الأخيرة من عمره الشريف من تلامذته سوى الخواص وكانت حالته تشتد سوءا يوماً بعد يوم الى ان نقلوه الى مستشفى في مدينة قم . بقي حوالي الأسبوع في المستشفى وفي اليومين الأخيرين كان غائباً عن الوعي بشكل كامل الى ان غادر في صباح يوم الأحد إلى السرايا الأبدية في الثامن عشر من شهر محرم الحرام من العام 1402 ه.ق قبل حلول الظهر بثلاث ساعات وفي اليوم التالي صلى على جثمانه الطاهر اية الله السيد محمد رضا كلبايكاني (رض)ودفن في مقام السيدة المعصومة عليها السلام . کریمی 1388/8/30 |
ترجمة العلامة الطباطبائي
صاحب الميزان(قده)
اسمه وولادته هو السيّد محمّد حسين بن السيّد محمّد بن السيّد محمّد حسين الميرزا علي أصغر شيخ الإسلام الطباطبائي التبريزي القاضي. ولد في تبريز في 29 ذي الحجة سنة 1321 هـ. ـ كما قال هو عن نفسه ـ في أسرة عريقة معروفة بالفضل والعلم . توفيت والدته وهو في سن الخامسة ، وتُوفي والده وهو في التاسعة من عمره . دراسته اشتغل بدراسة العلوم الدينية والعربية في مدينة تبريز حتى عام 1344 هـ ، فأنهى فيها دروس المقدمات والسطح في الصرف والنحو والبلاغة والفقه والأصول والمنطق وبعض الكتب الفلسفية كشرح الإشارات والكلامية ككشف المراد . ثم هاجر في تلك السنة إلى عاصمة العلم في ذاك الزمان ـ مدينة النجف الأشرف ـ وحضر دورة كاملة في بحث أصول الشيخ محمّد حسين الأصفهاني ، التي استمرت ست سنوات وحضر أبحاثه الفقهية لمدة أربع سنوات ، كما حضر بحث فقه الميرزا النائيني لمدة ثماني سنوات ، ودورة كاملة في علم الأصول ، وبعض أبحاث السيّد أبي الحسن الأصفهاني . وأما في الفلسفة الإسلامية فقد درس عند الفيلسوف السيّد حسين بادكوبي لمدة ست سنوات ، وقد قرأ عنده المنظومة للحكيم المولى هادي السبزواري ، و«الحكمة المتعالية في الأسفار العقلية الأربعة» و«المشاعر» لمجدّد الفلسفة الاسلامية صدر الدين الشيرازي ، ودورة كاملة لكتاب الشفاء لابن سينا ، وكتاب آثولوجيا وتمهيد القواعد لابن تركة الأصفهاني ، والاخلاق لابن مسكويه ، وقد حثّه أستاذه البادكوبي على دراسة الرياضيات ; لتقوية عقليته الفلسفية والبرهانية . فامتثل لأمر الأستاذ ودرس الرياضيات على يد علاّمة زمانه في ذلك الفرع أبي القاسم الخونساري حيث درس الهندسة والجبر ونحوهما . أما في السير والسلوك والعرفان العملي فقد تلمّذ على يد نابغة زمانه العارف الكامل ميرزا علي القاضي ( قدِّس سرُّه ) . بعد أن أنهى دراسته العالية وحصل على إجازة الاجتهاد والرواية من المحقق النائيني ، وإجازة الرواية من عدد من الأعلام ، قفل راجعاً إلى مسقط رأسه في سنة 1354 هـ . ، وذلك إثر اختلال وضعه الاقتصادي ـ كما قال هو عن نفسه ـ وبقي هناك إلى سنة 1365 هـ . ، أي ما يقرب من أحد عشر عاماً يعدّها العلاّمة سنوات عجافاً وخسارة روحية كبيرة ، حيث اضطر إلى ترك الدرس والتدريس والتفكير والمطالعة إلاّ النزر اليسير ، وعمل في الزراعة لتأمين معاشه . ولكنه ـ مع ما كان فيه من ضيق العيش ـ عقد العزم على الهجرة إلى مدينة قم المقدسة، إذ تفأل بالقرآن الكريم فجاءت الآية ( هنالك الولاية لله الحق هو خير ثواباً وخيرٌ عُقبىً ). فدخل مدينة قم سنة 1365 هـ . ، وبقي فيها إلى أن وافاه الأجل في الساعة التاسعة صباحاً من يوم الأحد المصادف 18 محرم الحرام سنة 1302 هـ . ،. نشاطه العلمي في قم المقدسة قال العلاّمة الطباطبائي عن نفسه : « إنه عندما استقر بي المقام في مدينة قم ، أخذت بمطالعة المناهج الدراسية والمواد التي تدرَّس فيها ، فوجدت أنها لا تستجيب لجميع متطلبات المجتمع الاسلامي الفكرية والعقائدية والعملية ، وأحسست أن مسؤوليتي الشرعية هي القيام بهذه الوظيفة ، وكان أهم تلك النواقص في الحوزة العلمية ترتبط بتفسير القرآن الكريم والأبحاث العقلية ، وعلى هذا الأساس بدأتُ تدريس هاتين المادتين ، مع أني كنت على بيّنة أن الجوّ العلمي الذي يحكم الحوزة في ذلك الزمان ، كان ينظر إلى من يهتم بهذه الأبحاث ـ وخصوصاً التفسير ـ نظرة من لا يستطيع التحقيق والتدقيق في الأبحاث الأصولية والفقهية ، بل كانوا يعدّون المشتغل بعلوم القرآن والتفسير أنه ضعيف في الجوانب الأخرى ، ولكن مع هذا لم يكن ذلك عذراً مقبولاً أمام الله ( تعالى ) في ترك التفسير ، فبدأت بكتابة تفسير الميزان . هذا هو الجو العلمي الذي كان يحكم الحوزة العلمية في قم المقدسة في زمانه ، ومنه يتضح أهمية دور هذا الحكيم الإلهي في إعادة الاعتبار لهذه العلوم من التفسير والفلسفة والعرفان والأخلاق ، التي لولا جهوده لكادت أن تكون نسياً منسياً ، بيد أنه استطاع ـ بجهاده العلمي والعملي ـ أن يجعلها دروساً أساسية في هذه الحوزة المباركة ، وإلاّ فإنه لم يكن قاصراً من حيث الفقه والأصول وتدريسهما ، والارتقاء إلى منصب المرجعية العامة في الأمة ، لولا التكليف الشرعي الذي أحسّ به ، وعمق الحاجة الفكرية والعقائدية في ذلك الزمن ، الذي صادف ظهور الماركسية في العالم ، وامتدادها إلى عالمنا الإسلامي ، وما كان لها من آثار مخرّبة فكرية واجتماعية ، دعته إلى أن يبدأ تأسيس مدرسة فلسفية برهانيه لنشر هذه المعارف وتعميقها والابتكار فيها .
|
مجموعة مؤلفات العلامة الطباطبائي على
الإنترنت
أعلن رئيس مؤسسة "بستان الكتاب" التابعة لمكتب الإعلام الإسلامي في مدينة قم المقدسة حجة الاسلام والمسلمين "السيد محمد كاظم شمس" عن عرض مجموعة مؤلفات العلامة الطباطبائي على شبكة الإنترنت. وقال حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد كاظم شمس : إن مجموعة مؤلفات العلامة الطباطبائي معروضة على الموقع الالكتروني لمؤسسة "بستان الكتاب" بمناسبة ذكرى ولادة السيدة فاطمة الزهراء (ع). واضاف رئيس مؤسسة "بستان الكتاب": يمكن للراغبين من الان وصاعدا زيارة موقعنا الالكتروني على العنوان التالي: http://www.bustaneketab.com لمطالعة هذه المؤلفات العلامة الطباطبائي. وأشار حجة الاسلام والمسلمين السيد محمد كاظم شمس الى انه يمكن للراغبين بالحصول على النسخة الأصلية من هذه المؤلفات شرائها من خلال الموقع الالكتروني. وكشف رئيس مؤسسة "بستان الكتاب" الى ان المؤسسة تعتزم نشر مؤلفات العلامة حسن زاده آملي، السيد جلال آشتياني، آية الله اميني، وجواد محدثي على موقعها الالكتروني. |
تكريم مؤلفي الكتب القرانية حول العلامة الطباطبائي
وقال «سلامت بناه»: سنقوم خلال أسبوع الكتاب في طهران بتنظيم العديد من البرامج والنشاطات المتنوعة في مجال الكتاب والقراءة، أبرزها عرض اكثر من 115 ألف عنوان كتاب في مختلف المجالات بالإضافة الى 500 أطروحة قرآنية.
وأضاف: كما سنقوم بتوزيع المصاحف الشريفة على مختلف فئات المجتمع، بالإضافة إلى عقد وثيقة تفاهم تتيح للقراء والحفظة والناشطين في المجال القرآني الاستفادة من خدمات المؤسسات القرآنية التابعة لوزارة الثقافة والإرشاد الإسلامي، والمكتبات العامة بشكل مجاني.
وأشار إلى تزامن أسبوع الكتاب مع ذكرى تكريم المفسر القرآني الكبير العلامة السيد محمدحسين الطباطبائي، مؤكدا وجود برنامج خاص لتكريم مؤلفي الكتب القرآنية حول العلامة الطباطبائي.
المصدر شبكة الكوثر :
موسوعة من حياة المستبصرين
لمعرفة تمام الخبر راجع : http://www.mezan.net/mostabsirin/anwar_kbr.html :
|
:
|
:
|
:
|
http://www.alanbare.com/almezan
الميزان في تفسير الميزان
للعلامة محمد حسين الطباطبائي قدس الله نفسه الزكية
استخرج التفسير الموضوعي منه ورتب فهارسه
وأعد الصفحة للإنترنيت
خادم
علوم آل محمد عليهم السلام
الشيخ
حسن جليل حردان الأنباري
موسوعة
صحف الطيبين