بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب
العالمين
والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله الطيبين الطاهرين
الميزان في تفسير
القرآن
للعلامة السيد محمد
حسين الطباطبائي
تفسير سورة البقرة [ 2 ]
وهي [ 286 ] آية
تفسير الآيات من 75 إلى 82 .
الميزان في تفسير القرآن ج1ص 213.
ملاحظة : ما بين القوسين
( ) الهلاليين شرح من معد الصفحة وليس من التفسير .
سواء : عنوان ، أو غيره ، في داخل التفسير أو بعده ، كتب من معد الصفحة أو لا
.
سورة البقرة من 75 - 82
{ بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ |
|
بِسْمِ اللَّهِ
الرَّحْمنِ الرَّحِيمِ
{
أَ فَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ
وَ قَدْ كانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ
يَسْمَعُونَ كَلامَ اللَّهِ
ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ ما عَقَلُوهُ وَ هُمْ
يَعْلَمُونَ (75)
وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا
وَ إِذا خَلا
بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ
قالُوا أَ تُحَدِّثُونَهُمْ بِما فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ لِيُحَاجُّوكُمْ بِهِ عِنْدَ رَبِّكُمْ أَ فَلا تَعْقِلُونَ (76)
أَ وَ
لا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما يُعْلِنُونَ (77)
وَ
مِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ الْكِتابَ إِلاَّ أَمانِيَّ وَ إِنْ هُمْ
إِلاَّ يَظُنُّونَ (78)
فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ الْكِتابَ بِأَيْدِيهِمْ
ثُمَّ يَقُولُونَ هذا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ لِيَشْتَرُوا بِهِ ثَمَناً قَلِيلاً
فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَ وَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا يَكْسِبُونَ
(79)
وَ قالُوا لَنْ تَمَسَّنَا النَّارُ إِلاَّ أَيَّاماً مَعْدُودَةً
قُلْ أَتَّخَذْتُمْ عِنْدَ اللَّهِ عَهْداً فَلَنْ يُخْلِفَ اللَّهُ عَهْدَهُ أَمْ
تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ ما لا تَعْلَمُونَ (80)
بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ
أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ فَأُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (81)
وَ الَّذِينَ آمَنُوا وَ عَمِلُوا الصَّالِحاتِ أُولئِكَ أَصْحابُ الْجَنَّةِ هُمْ
فِيها خالِدُونَ (82) } البقرة .
الميزان في تفسير القرآن ج1ص213 .
( تفسير الآيات 75-82 وفيها بيان لمعنى الآيات وسبب العدول المتكرر من الخطاب للغيبة ، وعدم الطمع في إيمان بني إسرائيل ، وإن جهل بني إسرائيل بعلم الله وأنه ليس مادي جعلهم يقولون بالتشبيه أو نفي الصفات ، و بيان فيما يجب الإيمان به من صفاته تعالى ، و معنى الأمي وعلم الأماني والويل ، و معنى كسب السيئة وإحاطة الخطيئة ، و أن الإيمان والعمل الصالح هو ملاك السعادة لا إدعائهما ولا مجرد التسمية ، وبحث روائي لتفسير الآيات )
بيان ( معنى الآيات ) :
( سبب العدول من الخطاب للغيبة وعدم الطمع في إيمان بني إسرائيل ) :
السياق : و خاصة ما في ذيل الآيات .
يفيد : أن اليهود عند الكفار ، و خاصة كفار المدينة ،
لقرب دارهم منهم .
كانوا : يعرفون قبل البعثة ، ظهورا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، و عندهم علم الدين و
الكتاب .
و لذلك : كان الرجاء في إيمانهم ، أكثر من غيرهم ، و كان المتوقع أن يؤمنوا به
أفواجا .
فيتأيد بذلك : و يظهر نوره ، و ينتشر دعوته .
و لما هاجر النبي : إلى المدينة ، و
كان من أمرهم ما كان .
تبدل : الرجاء قنوط ، و الطمع يأس.
و لذلك يقول سبحانه : { أَ
فَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ ......} .
يعني : أن كتمان الحقائق ، و تحريف الكلام
، من شيمهم .
فلا ينبغي : أن يستبعد نكولهم عما قالوا ، و نقضهم ما أبرموا .
قوله تعالى : { أَ فَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ ..} .
فيه التفات : من خطاب بني
إسرائيل إلى خطاب النبي و الذين آمنوا .
و وضعهم : موضع الغيبة .
و كان : الوجه فيه ، أنه لما
قص قصة البقرة .
و عدل : فيها
، من خطاب بني إسرائيل إلى
غيبتهم .
لمكان
: التحريف الواقع
فيها ، بحذفها من التوراة ، كما مر .
أريد : إتمام البيان بنحو الغيبة ، بالإشارة إلى
تحريفهم كتاب الله تعالى .
فصرف لذلك : وجه الكلام إلى الغيبة .
الميزان في تفسير القرآن ج1ص214 .
=
( مساوئ اعتقاد بني إسرائيل بعدم تحديث المسلمين بما يعلمون )
قوله تعالى : { وَ
إِذا
لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَ
إِذا خَلا بَعْضُهُمْ إِلى بَعْضٍ قالُوا أَ تُحَدِّثُونَهُمْ بِما
فَتَحَ اللَّهُ عَلَيْكُمْ .. (76)} .
لا تقابل : بين الشرطين ، و هما مدخولا إذا في الموضعين .
كما في قوله تعالى : { وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قالُوا آمَنَّا وَ
إِذا خَلَوْا إِلى شَياطِينِهِمْ قالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّما نَحْنُ مُسْتَهْزِؤُنَ
(14) } البقرة
.
بل المراد
: بيان موضعين آخرين ، من مواضع جرائمهم و جهالتهم .
أحدهما : أنهم ينافقون ، فيتظاهرون بالإيمان ، صونا لأنفسهم من الإيذاء و الطعن و القتل
.
و ثانيهما : أنهم يريدون تعمية الأمر و إبهامه
، على الله سبحانه العالم بسرهم و
علانيتهم .
و ذلك : أن العامة منهم ، و هم أولوا بساطة النفس ، ربما كانوا ينبسطون
للمؤمنين .
فيحدثونهم : ببعض ما في كتبهم من بشارات النبي ، أو ما ينفع المؤمنين في
تصديق النبوة .
كما يلوح : من لحن الخطاب .
فكان أولياؤهم : ينهونهم .
معللا : بأن ذلك مما
فتح الله لهم ، فلا ينبغي أن يفشى للمؤمنين ، فيحاجوهم به عند ربهم .
كأنهم : لو لم
يحاجوهم به عند ربهم ، لم يطلع الله عليه ، فلم يؤاخذهم بذلك .
و لازم ذلك : أن الله تعالى
، إنما يعلم علانية الأمر ، دون سره و باطنه .
و هذا : من الجهل بمكان .
فرد: الله سبحانه
عليهم .
بقوله : { أَ وَ لا يَعْلَمُونَ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ ما يُسِرُّونَ وَ ما
يُعْلِنُونَ ... (77)
}.
+
( جهل بني إسرائيل بعلم الله الغير مادي أرجعهم للتشبيه أو نفي الصفات )
فإن هذا النوع : من العلم ، و هو ما يتعلق بظاهر الأمر دون باطنه
.
إنما هو العلم : المنتهي إلى الحس .
الذي يفتقر : إلى بدن مادي ، مجهز بآلات مادية ، مقيد
بقيود الزمان و المكان ، مولود لعلل أخرى مادية .
و ما هو كذلك : مصنوع من العالم ، لا صانع
العالم .
و هذا أيضا : من شواهد ما قدمناه آنفا ( في تفسير مجموعة الآيات السابقة البحث
الاجتماعي ) .
أن بني إسرائيل : لإذعانهم بأصالة المادة ، كانوا
يحكمون في الله سبحانه ، بما للمادة من الأحكام .
فكانوا يظنونه : موجودا فعالا في
المادة ، مستعليا قاهرا عليه .
و لكن : بعين ما تفعل علة مادية ، و تستعلي و تقهر على
معلول مادي .
و هذا أمر : لا يختص به اليهود ، بل هو شأن كل من يذعن بأصالة المادة ، من
المليين ( يعني أهل الكتاب ) ، و غيرهم .
فلا يحكمون : في ساحة قدسه سبحانه ، إلا بما يعقلون من أوصاف
الماديات .
من : الحياة و العلم ، و القدرة و الاختيار ، و الإرادة و القضاء ، و الحكم و
تدبير الأمر ، و إبرام القضاء ، إلى غير ذلك .
و هذا داء : لا ينجع معه دواء ، و ما تغني
الآيات و النذر عن قوم لا يعقلون .
حتى آل الأمر : إلى أن ، استهزأ بهم ، من لا مسكة له
في دينهم الحق ، و لا قدم له في معارفهم الحقة .
قائلا : إن المسلمين يروون عن نبيهم ، أن
الله خلق آدم على صورته .
و هم : معاشر أمته ، يخلقون الله على صورة آدم .
فهؤلاء : يدور
أمرهم .
بين : أن يثبتوا لربهم جميع أحكام المادة
، كما يفعله المشبهة من المسلمين ، أو
من يتلو تلوهم ، و إن لم يعرف بالتشبيه .
أو لا يفهموا : شيئا من أوصاف جماله ، فينفوا
الجميع ، بإرجاعها إلى السلوب .
قائلا : إن ما يبين أوصافه تعالى من الألفاظ ، إنما يقع
عليه بالاشتراك اللفظي .
الميزان في تفسير القرآن ج1ص215 .
( يا طيب : المشترك اللفظي : لفظ واحد يدل على
معنيين أو أكثر مثل الجون : يصدق على الأبيض والأسود ، و مثل العين : تطلق
على عين الماء والعين الباصرة ، وعلى الجاسوس وغيرها ...، والآية : جاءت في
القرآن بمعنى جمل السور وبها تعد ، وبمعنى العبرة والعظة ، وبمعنى المعجزة ، ويفهم
المعنى من القرائن الحافة باللفظ .
والمشترك المعنوي : وهو ما يسمى باللفظ الكلي ويصدق
على أشياء متنوعة أو على أصناف النوع ، و منه المشكك كمثل النور : يطلق على نور
الشمس وعلى نور القمر و على نور الشمعة وغيرها ... و الوجود والشيء : يصدق على
الخالق والمخلوق ، ومثل المشترك المعنوي المتواطئ الكلي كالجنس مثل الحيوان
يصدق على الإنسان والفرس وغيره ، والإنسان يصدق على أفراده بالتساوي مع اختلافهم في
العلم واللون والطول والشكل .
وقولهم : في أسماء الله سبحانه بأنها مشترك
لفظي ، أي معاني أسماءه الحسنى مختلف عن المعنى المعروف عندنا والتي تطلق على خلقه
، فمثل موجود أي ليس كما نعرفه له وجود بل ليس معدوم ، والعالم أي ليس بجاهل .
والحق : إن الله عالم وعلمه حضوري أزلي غير زائد على
ذاته المقدسة ، ولا على باقي الأسماء الحسنى ، بل هو عالم من حيث نفس وجوده وقدرته
، وهكذا هو قادر من حيث هو عالم ، وأما لفظ الوجود والعلم وغيرها من الأسماء الحسنى
، فهو مع خلقه بنحو المشترك المعنوي ، فمثلا علمه أشد ، وعلم خلقه ضعيف تابع لما
علمه الله وبما أعطاه من القدرة على العلم ، ووجوده تعالى واجب مستقل بذاته ، ووجود
الخلق ممكن محتاج غير مستقل بل يحتاج في وجوده وبقائه لمدد منه تعالى ،
وستأتي بحوث عميقة في معرفة الأسماء الحسنى في محلها من تفسير الميزان .
وتوضيح : المشترك اللفظي في أسماء الله سبحانه وتعالى عند البعض ، وما يجب
الإيمان به على نحو المشترك المعنوي ، كما في قول السيد الطباطبائي رحمه الله : )
فلقولنا :
إنه تعالى : موجود ثابت ، عالم
، قادر ، حي .
معاني : لا نفهمها ، و لا نعقلها .
فاللازم : إرجاع
معانيها إلى النفي .
فالمعنى : مثلا ، أنه ليس بمعدوم ، و لا زائل ، و لا جاهل ، و لا
عاجز ، و لا ميت .
فاعتبروا : يا أولي الأبصار .
فهذا بالاستلزام : زعم منهم .
بأنهم : يؤمنون بما
لا يدرون ، و يعبدون ما لا يفهمون ، و يدعون إلى ما لا يعقلون .
و لا يعقله : أحد من
الناس .
+
( بيان فيما يجب الإيمان به من صفاته تعالى ) :
و قد كفتهم : الدعوة الدينية ، مئونة هذه الأباطيل ، بالحق .
فحكم : على العامة ، أن
يحفظوا حقيقة القول ، و لب الحقيقة بين التشبيه و التنزيه .
فيقولوا :
إن الله سبحانه
: شيء ، لا كالأشياء .
و إن له : علما لا كعلومنا ، و قدرة لا كقدرتنا ، و حياة لا كحياتنا .
مريد : لا بهمامة ، متكلم لا بشق فم .
و على الخاصة :
أن يتدبروا : في آياته ، و يتفقهوا في
دينه .
فقد قال الله سبحانه : { هَلْ يَسْتَوِي
الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَ الَّذِينَ
لا يَعْلَمُونَ إِنَّما يَتَذَكَّرُ أُولُوا الْأَلْبابِ (9) } الزمر .
و الخاصة
:
كما : لا يساوون العامة في درجات المعرفة .
كذلك : لا يساوونهم في التكاليف المتوجهة
إليهم .
فهذا : هو التعليم الديني ، النازل في حقهم ، لو أنهم كانوا يأخذون به .
++++
( معنى الأمي وعلم الأماني والويل .. ) :
قوله تعالى : { وَ مِنْهُمْ أُمِّيُّونَ لا يَعْلَمُونَ
الْكِتابَ إِلَّا أَمانِيَّ وَ إِنْ هُمْ
إِلاَّ يَظُنُّونَ (78) } .
الأمي : من لا يقرأ و لا يكتب ، منسوب إلى الأم .
لأن : عطوفة الأم و شفقتها ، كانت تمنعها
أن ترسل ولدها إلى المعلم و تسلمه إلى تربيته .
فكان : يكتفي بتربية الأم .
و الأماني
: جمع أمنية ، و هي الأكاذيب .
فمحصل المعنى :
أنهم :
بين : من يقرأ الكتاب و يكتبه ، فيحرفه
.
و بين : من لا يقرأ و لا يكتب ، و لا يعلم من الكتاب ، إلا أكاذيب المحرفين .
+
قوله تعالى : { فَوَيْلٌ لِلَّذِينَ يَكْتُبُونَ ... (79) )
}.
الويل : هو الهلكة ، و العذاب الشديد
، و الحزن و الخزي و الهوان .
و كل : ما يحذره الإنسان أشد الحذر .
و الاشتراء : هو الابتياع
.
قوله تعالى : { فَوَيْلٌ لَهُمْ مِمَّا كَتَبَتْ أَيْدِيهِمْ وَ وَيْلٌ لَهُمْ ....(79)}
.
الضمائر : إما راجعة إلى بني إسرائيل ، أو لخصوص المحرفين منهم .
و لكل وجه : و على الأول
، يثبت الويل للأميين منهم أيضا .
الميزان في تفسير القرآن ج1ص216 .
+
( معنى كسب السيئة وإحاطة الخطيئة )
قوله تعالى : { بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً وَ أَحاطَتْ بِهِ خَطِيئَتُهُ
....(81) }.
الخطيئة : هي الحالة الحاصلة للنفس من كسب السيئة .
و لذلك : أتى بإحاطة الخطيئة ، بعد
ذكر كسب السيئة .
و إحاطة الخطيئة : توجب أن يكون الإنسان المحاط ، مقطوع الطريق إلى النجاة .
كان الهداية : لإحاطة الخطيئة به ، لا تجد إليه سبيلا .
فهو : من أصحاب النار ، مخلدا فيها .
و لو
كان : في قلبه شيء من الإيمان بالفعل .
أو كان معه : بعض ما لا يدفع الحق ، من الأخلاق و
الملكات ، كالإنصاف ، و الخضوع للحق ، أو ما يشابههما .
لكانت : الهداية و السعادة ، ممكنتي
النفوذ إليه .
فإحاطة الخطيئة : لا تتحقق إلا بالشرك .
الذي قال تعالى فيه : { إِنَّ
اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ
وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ (48) }
النساء .
و من جهة أخرى : إلا بالكفر و تكذيب ، الآيات .
كما قال سبحانه : { وَ
الَّذِينَ كَفَرُوا وَ كَذَّبُوا بِآياتِنا
أُولئِكَ أَصْحابُ النَّارِ هُمْ فِيها خالِدُونَ (39) } البقرة .
فكسب السيئة ، و إحاطة الخطيئة .
كالكلمة الجامعة : لما
يوجب الخلود في النار .
+
( الإيمان والعمل الصالح هو ملاك السعادة
لا إدعائهما ولا مجرد التسمية )
و اعلم : أن هاتين الآيتين
{..(81) ... (82) } البقرة .، قريبتا المعنى .
من قوله تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَ الَّذِينَ هادُوا وَ النَّصارى وَ الصَّابِئِينَ .... (62)} البقرة
.
و إنما
الفرق : أن الآيتين .
أعني قوله : {
بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً ....(81) ... (82) } البقرة .
في مقام بيان : أن الملاك في السعادة .
إنما هو : حقيقة
الإيمان ، و العمل الصالح.
دون : الدعاوي .
و الآيتان المتقدمتان :
أعني قوله : { إِنَّ
الَّذِينَ آمَنُوا ... (62)} البقرة ..
في مقام بيان : أن الملاك فيها ، هو حقيقة الإيمان و العمل
الصالح .
دون : التسمي بالأسماء .
++++
بحث روائي : ( معنى إذا لقوا وتأويل من كسب سيئة )
في المجمع : في قوله : { وَ إِذا لَقُوا الَّذِينَ ....(76) } .
عن الباقر عليه السلام قال : كان
قوم من اليهود ، ليسوا من المعاندين المتواطئين .
إذا لقوا المسلمين : حدثوهم بما في
التوراة ، من صفة محمد صلى الله عليه وآله وسلم .
فنهى كبراؤهم : عن ذلك .
و قالوا : لا تخبروهم بما في التوراة ، من
صفة محمد ، فيحاجوهم به عند ربهم ، فنزلت هذه الآية .
+
و في الكافي ، عن أحدهما ( الباقر او الصادق ) عليهما السلام :
في قوله تعالى : { بَلى مَنْ كَسَبَ سَيِّئَةً ....(81) } البقرة .
قال عليه السلام :
إذا جحدوا : ولاية أمير المؤمنين .
فأولئك : أصحاب النار هم فيها خالدون .
أقول :
و روى قريبا : من هذا المعنى ، الشيخ في أماليه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
و الروايتان : من
الجري ، و التطبيق على المصداق .
و قد عد سبحانه : الولاية ، حسنة .
في قوله : { قُلْ لا أَسْئَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي
الْقُرْبى وَ مَنْ يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَزِدْ لَهُ فِيها حُسْنا (23) } الشورى
.
و يمكن : أن يكون من التفسير ، لما سيجيء في سورة المائدة .
أنها : العمل بما يقتضيه
التوحيد .
و إنما : نسب إلى علي عليه السلام ، لأنه أول فاتح من هذه الأمة
، لهذا الباب ، فانتظر .
الميزان في تفسير القرآن ج1ص217.
( وإن شاء الله يأتي : تفسير الآيات 83-88 ومعنى ألفاظها و بديع نظمها بين
مخاطبة الغائب والحاضر ، و معنى الإحسان والوالدان واليتيم والمسكين ، و معنى سفك
الدماء ، والتظاهر ، والإيمان ببعض الكتاب ، و التقفية .. و بحث روائي في معنى
قولوا للناس حسنا ) :
.
http://www.alanbare.com/almezan